رقصة الكدرة:

تنتشر رقصة الكدرة بين سكان منطقة واسعة تمتد من الحمادة شرقا عبر أقاليم درعة وزمور إلى الساقية الحمراء إلا أن صيتها ارتبطت بواد نون ورقصة الكدرة هي رقصة شعبية قديمة، ارتبط اسمها بالقدر المصنوع من الطين الذي ثم اقفاله بجلد المعز المدبوح لتوه، وذلك بجعل الشعر إلى الأسفل والجانب الأملس إلى الأعلى ثم يعرض لأشعة الشمس قصد تجفيفه بعد أن يتم إحكامه في فم القدر جيدا، ثم يؤخذ مغزلان خشبيان لضرب الجلد في موقع القدر وفق إقاع خاص وأغنيات خاصة (أنظر الصورة 57).

إن رقصة الكدرة في الواقع عبارة عن مسرحية مرتجلة يقوم بتمتيلها الشباب الذكور خاصة، بحيث يقوم أمهرهم في معرفة الإيقاع بالضرب على القدر بواسطة قضبين خشبيين وذلك بعد أن يتحلق حول الكدرة جماعة من الشباب الذكور فيبدأ اليقاع على القدر ثم يصفق جماعة من الشباب المتحلقين حوله وفق الإيقاع فسه. وفي الوقت ذاته يرددون نشيد على شكل حوار بين فئتين يتعلق موضوعه بالمناسبة، وهي غالبا ما تكون حفل عرس وبعد لحظة من الإيقاع الساخن وهو شرط ضروري تشترطه الراقصة تدخل وسط الحلقة فتاة في كامل زينتها مثلتمة ثم ترقص متقنعة بملحافها حيث يتصاعد رقصها شيئا فشيئا حتى يدخل البطل ليكشف عن القناع ويتعرف على محاسنها ويعلق عليها خنجرا دلالة على حمايتها وعلى أنه إختارها زوجة المستقبل و‘ذ ذلك ينسحب ويتغير الإيقاع ويشتد أكتر من السابق ويكون موضوع النشيد حول الرقصة مثال: وهاه من دار لكلادة لبيتيل ولا عيادة يا امباركة ورغببة حلي الكون على ، يا عريس لبنان خلي ذاك الزين باين، وتستمر الرقصة حتى تقرب نهايتها فيتغير الإيقاع للإستراحة قبل استئناف الرقصة من جديد مع فتاة أخرى.

ولقد ارتبطت الكدرة في منطقة واد نون باسم الفنانة لبشارة بنت حمودي بن محمود وهي من أقطاب الغناء والرقص الحساني وهي فنانة داع سيطها على الصعيد الوطني والعالمي تربت وزدادت في منطقة وادي نون وقد احبي كثيرا الفنون المرتبطة بالترات الحساني مند نعومة أضافرها بحث كانت لها مكانة هامة في الحياة الفنية الصحراوية دشنتها مند أواخر الأربعين وبداية الخمسينات، فساهمت مساهمة فعالة في الحفاظ على نمط مهم من ثراته الزاخر والمثمتل خصوصا في رقصة الكدرة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ادارنقت بهذا النمط الفني تساهم بالتعريف به إقليما ووطنا، خصوصا بالساحة الحمراء بموسكو وباريس وكندا وإسبانية.