من الصعب الحديث عن تاريخ منطقة عوينة ايتوسى بمعزل عن تاريخ اسا، ذلك ان ساكنة هذه المنطقة هي جزء من قبيلة ايتوسى، مما جعل المنطقة على صلة وطيدة بآسا وبالتالي تتأثر بكل صغيرة وكبيرة تشهدها منطقة اسا مركز استقرار القبيلة الأم حاليا، ومن خلال الرواية الشفهية هناك اجماع على ان قبيلة ايتوسى استوطنت منطقة عوينة ايتوسى قبل استقرارها النهائي بآسا بدليل وجودها مابين 2 تواغيل اسم محلي يطلق على الزراعة المسقية بالمنطقة إلى ثلاث من كل اعراش القبيلة بمنطقة لعوينة ، اضافة الى تواجد الا راضي لأعراش كانت تستقر بالمنطقة.اي انه قبل الخدعة التي قام بها آل اعزى ويهدى ضد قبيلة ايتوسى فهذه الأخيرة شأنها شأن جملة من القبائل كانت تقدم كل سنة هدايا تتمثل في الإبل والغنم والحبوب... للزاوية اي زاوية اسا، وتتحدث رواية ايتوسى عن الولي يعزى ويهدى بأنه المؤسس الحقيقي لزاوية آسا فاستمرت وبدون انقطاع في منح هذه الهدايا حفاظا منها على علاقتها المتينة مع الزاوية التي ستتوتر عقب المؤامرة المدبرة من طرف اكراريم سلالة اعزى ويهدى، إذ تدكر الرواية الشفوية ان رجالا من قبيلة ايتوسى استضافهم اكراريم والمتعارف عليه ان الضيف يسلم سلاحه للمستضيف، الا ان اكراريم قامو بوضع زيت في اسلحة الأيتوسيين الدين لا علم لهم بما وقع، وبعد مغادرتهم لآسا لحقو بهم وهاجموهم وعلى اثر ذلك الهجوم قتل الجميع ماعدا اثنين منهم ليصل الخبر للقبيلة والتي لن تتوانى عن شن هجوم شرس على ايت تعزى ويهدى خلف خسائر بشرية في صفوف اكراريم ، وبعد ذلك ضكت القبيلة المناطق التابعة للزاوية وأخدت على عاتقها تسيير الزاوية، فقد كانت قبيلة ايتوسى تنتشر بمنطقة لعوينة ونواحيها منذ مايقارب اربعة قرون من الزمن.
غير أنه بعد حروب الغزي وهي حروب بين القبائل الصحراوية على ايت اعزى ويهدى تحولت القبيلة الى منطقة اسا وبقي جزء من ثلاثة افخاد مستقرا بعوينة ايتوسى أو عوينة ايغمان كلا التسميتين تطلق على المنطقة وهذه الأفخاد هي ايت وعبان و انفاليس وإمغلاي وجميع هذه الخيام الثلاثة تنتمي الى اداو مليل.
- وإبان استقرارها بلعوينة يذكر ان قبيلة ايتوسى استقبلت الشيخ ماء العينين حوالي 1860م في آخر شوال سنة 1276 ه 20 ماية 1860م سافر من عند تجكانت متوجها الى واد نون ونواحيه، وفي سفره هذا مر بقبيلة ادوبلال... ومن عندهم توجه الى قبيلة ايتوسى.
وقد حل عند القبيلة التي كانت مستقرة بمنطقة عوينة ايغمان-ايتوسى- واصل سفره حتى وصل الى قبيلة ايتوسى، فاستقبلتهم جموعهم بطرب الطبول وإطلاق الرصاص ، فرحا بمقدمه ووجدهم عند موضع يقال له لعوينة ، وكان على رأس مستقبليه القائد عبد الجليل بن حماد بن براهيم وهو ولد القائد الخرشي المشهور.
ولقد تحدث الطالب اخيار في كتابه على ان الشيخ ماء العينين قد مكث عند قبيلة ايتوسى أياما حظي فيها بأنواع التكريم ، وكان خلالها يعطي دروسا دينية للجميع ويبصرهم بأحكام الشريعة و يحظهم على إظهار الشعائر الدينية الاسلامية.
والحقيقة ان مثل هذه الزيارات كانت نادرة في مثل تلك الفترة، إد كان لمثل هذه العلامة دورا بارزا في نشر الدين الاسلامي، وكانت هذه الزيارة فرصة سانحة للإطلاع على مختلف المعارف الاسلامية نظرا لمكانة الشيخ العلمية والروحية.
المصدر: بحت للطالب الزين مصطفى