ماذا بعد حالة الاحتقان… و مرحلة المشاريع الهشة

إن الموضوع الذي يشكل ملحاحية التناول في الوقت الراهن هو الإنتخابات و يجعلنا أمام تساؤلات ، هل نأمل في تغيير قد يحدث؟ و هل أمكن لنا تجاوز مؤسسة القبيلة و سيادة الولاءات الضيقة المتحكمة في توجيه اختيار الناخب؟ ألم يحن الوقت لتوجيه السلوك السياسي للأفراد و الجماعة بإعتماد آليات مدنية لا تقليدية عبر ترسيخ ثقافة حرية الفرد في الاختيار ، سؤال المرشح عن برنامجه الانتخابي ، اعطاء لمكونات المجتمع المدني الفاعلة و المهتمة بالشأن العام المحلي تدبير هذا الملف '' الإنتخابات'' الذي يسهم في خلق نخبة سياسية قادرة على التمثيلية و تدبير صراعات النسق المجتمعي و تحولاته.
أما آن الآوان أن نقطع مع مرحلة التعصب للأشخاص دون أن نستحضر التعصب للمصلحة العامة ، ففي الانتخابات تنبعث العصبية للعشائرية الضيقة ، و قد ينطلق المرء من انتماؤه للفخذ و يغيب اللف كما ينمحي مفهوم ا لقبيلة من معجم الحديث و الاعتبار و يظهر التعصب للفخذ،وقد يكون الأمر أكثر قتامة عندما تطفو فقط القرابة العائلية ، و تكون هي الدافع الوحيد للترشح. لكن قد يكون التعصب للقبيلة مجديا عندما نرجع للطريقة التي كان بها الذود عن مصلحة الجماعة أولى الأولويات و أن المصلحة الشخصية لا تتحقق إلا عن طريق تحقق المصلحة العامة، وهكذا يعيش المرء مشاعية النفع و الرزية.
و هل يمكن ترويض النسق القبلي ليصبح قادرا على توجيه السلوكات السياسية في اختيار الأصلح للقبيلة ، و كيف ذلك؟؟ مثلا الاحتكام إلى مجلس الحكماء من صفوة القبيلة، يختار من يمثل المنطقة أحسن تمثيل وتفويت الفرصة أمام الترشيحات التي تفرض علينا قهرا حاملة لأجندات
فردية صرفة. إلا أن أزمة القيادة و معايير الحكمة قد تجعل الأمر صعبا و ليس مستحيلا؟؟؟ و في التيه الذي نصاب به في كل مرة لا بد أن نلفت إلى ملحوظة هامة أن اللبيب لا يلدغ من الجحر مرتين ، ولا يكون فريسة لاستقطابات ملتبسة ، ولا يجوز له أن يكون ساديا مع نفسه يصوت على أشخاص باعوا أحلامه و آماله في سوق النخاسة... و لا يستقيم أن نعطي أصواتنا الحرة لمن يشترينا بأموال سلبت على أنقاض البنية التحتية للمنطقة و تكون الخسارة خسارتين. و الغريب أن نتمايه مع هكذا وضع ولا ترتج فينا شعرة الغيرة... أم النخوة و الكرامة قد فقدتا..؟؟؟
بقلم: عياد بلا