موسم أسا الديني ومحاولات الدفع بقاطرة التنمية

صحراء بريس /
سعيد فرغلي - أسا


استطاعت الرئاسة الجديدة الشابة للمجلس الإقليمي لأسا الزاك أن تعطي درسا أخر للنخب التقليدية في تدبير الشأن المحلي من خلال تنظيم محكم شهد له الجميع لموسم أسا الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، ففي السنوات السابقة وعلى عكس العادة ، عرف التنظيم نوعا من الانغلاق والتقوقع والاقتصار فقط على القبيلة ومن يدور حولها ، وثم إفراغ المناسبة من محتواها وتحريف دور الموسم الحقيقي الذي أسس من اجله ، فقد كان مناسبة سنوية تجتمع فيها القبائل لصلة الرحم وفض النزاعات البينية وتدارس المشاريع المستقبلية ، و فرصة لترويج المنتوجات سواء المحلية وغير المحلية، ناهيك عن الدور الروحي اد يعد فرصة
للقاء أهل الدين والعلماء والمثقفين ، واعتبر الموسم فرصة نادرة قل نظيرها في الصحراء يجمع أهل الدين والثقافة ورموز القبائل والتجار في مكان واحد ، وأصبح بمثابة مقياس يعكس مدى قوة أو ضعف القبيلة المحتضنة ، و لكن في السنوات الاخيرة تحول الموسم إلى لقاء روتيني لنحر الناقة و بعدها ينفض الجميع الكل إلى حال سبيله وأصبح بدلك مناسبة لملئ البطون عوض ملئ العقول وفظ النزاعات والرواج التجاري ، و بدلك انعكس حال الموسم على حال القبيلة ووزنها التاريخي .ولكن هده السنة استطاع المجلس الشاب أن يعيد للموسم دوره التقليدي وللقبيلة قوتها ووزنها في الصحراء ، اد شهدت أسا حركية غير مسبوقة للتجار والعلماء وانفتاحا اكبر على باقي القبائل كما كان سابقا ، حيث توافد العديد من كبار ورموز القبائل لزيارة المدينة وإحياء امجاد الموسم والحفاظ على الدور التاريخي للموسم خلافا لما كانت عليه الحال خلال فترات العجاف ،وقد ساهمت هده الحركية في رواج تجاري مهم انعكس إيجابا على الساكنة ، وعرفت أيام الموسم تنظيم لقاءات ثقافية وأمسيات للامداح النبوية ، بالإضافة إلى لقاءات بين الشخصيات الوازنة لقبائل أهل الصحراء قصد التشاور في أهم القضايا المصيرية ، وهدا إن دل فإنما يدل على مدى قوة ووزن القبيلة التي حاول من تولوا تسيير شؤون أهلها تهميشها ، لانعرف هل عن قصد أم عن غير قصد ، و هي فرصة لاستخلاص الدروس والعبر ، فتغيير النخب التقليدية المتهالكة بأخرى شابة مثقفة هو الحل الوحيد الكفيل بإحداث التغيير والدفع بقاطرة التنمية إلى الأمام قصد تحقيق تنمية حقيقية تحقق الاستقرار والاطمئنان للسكان في دولة اغلب سكانها شباب مغيبين ولا تعطى لهم فرصة لإحداث الفرق ، ووضع النقط على الحروف طال
انتظار نقط حروفها فكل شيء على الشباب يهون.