بعد بعثته عليه الصلاة والسلام بدأ بعرض الاسلام على أقرب الناس إليه ومن أقرب الناس إليه إنها زوجته خديجة بنت خويلد التي مكث معها ما يقارب العشرين سنة لم يرى منها أمرا يسوئه كان يحبها حبا جما أول ما عرض عليها الاسلام أسلمت دخلت في الدين مباشرة فصارت نصف الاسلام نصفه محمد صلى الله عليه وآله وسلم نصفه الاخر خديجة زوجته بل كانت لما يتعرض لما يتعرض إليه خارج بيته من أذى قريش كانت تصبره كانت تهون عليه إنها خديجة بنت خويلد تلك
المرأة الشريفة النسيبة التي ضحت بأموالها من أجل هذا الدين التي ضحت بوقتها وعمرها وكل شيء تملكه من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما
عرض عليها الاسلام دخلت فيه بل كانت تصبر النبي وتخفف عنه أذى كفار قريش كم كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتاح مع هذه المرأة بل إنه من شدة تعلقه
بخديجة رضي الله عنها ما نسيها لآخر حياته ما نسي خديجة التي أول من وقفت معه إلى آخر أيام حياته بل كانت زوجته عائشة التي تزوجها بعد هذا ومكث معها
إلى أن توفي كانت تقول أن رسول الله ماكان ينسى خديجة لأنها وقفت معه وقفة ربما عجز الرجال أن يقفوا مثلها في يوم من الايام كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا في بيته بيت خديجة إذ جاءه جبريل عليه السلام فقال له يا محمد ستأتيك الآن خديجة ستدخل عليك فأقرأها من ربها السلام الله جل وعلا يُقرأ السلام ويسلم على من على خديجة رضي الله عنها فهي أول من دخلت في الاسلام قال وبشرها ببيت في الجنة كيف هذا البيت قال من قصب أي من لؤلؤة مجوفة لا نصب فيه ولا وصب فلما دخلت خديجة وبشرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا وقال إن الله عز وجل يُقرئك السلام ويبشرك ببيت في الجنة أنظر كيف ردت خديجة قالت إن الله هو السلام ما قالت عليه السلام قالت هو السلام ومنه السلام ثم قالت وعلى جبريل السلام وبشرها النبي هذا البيت في الجنة نعم هي تستحق هذا فقد كان النبي يعيش في كنفها وفي حياتها ويعيش معها براحة وهدوء لم يرى منها نصبا ولا صخب ولهذا بُشرت ببيت في الجنة من كان يعيش مع النبي كان يعيش معه غلام صغير عمره عشر سنين من هو إبن عمه هو الامام علي إبن أبي طالب رضي الله عنه كان عمره عشر سنوات ولِم َيعيش معه لأن في سنة من السنوات أصابت قريش أزمة مالية فذهب النبي قبل البعثة إلى عمه العباس وقال له ياعم إنا أبا طالب كثير العيال عنده أولاد كثيرون فلو أن كل واحد منا تكفل بواحد فأخذ جعفر إبن أبي طالب أخذه عمه العباس والنبي أخذ علي إبن أبي طالب رضي الله عنه أخذ الامام علي وهو صغير سن فعاش في كنف النبي وفي رعاية النبي وبتربية النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فلما بُعث النبي دخل الامام علي في الاسلام بلا تردد فهو أول ذكر وكان من الصبيان يدخل في الاسلام فكان يذهب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعلم هذا الدين منه دخل في الاسلام خديجة رضي الله عنها ودخل في الاسلام أيضا الامام علي إبن طالب رضي الله عنه فأي بيت هذا أي بيت هذا أما خديجة فقد رزقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم رزقه الله جل وعلا بأولاده كلهم من خديجة كل أولاد الرسول جاءه من
خديجة إلا إبراهيم فإنه رُزِقَ من مارية القبطية أما أولاده جميعا فكانوا من خديجة كيف لايحبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكل أولاده منها وهي التي ضحت بحياتها من أجله بأموالها من أجله من أجل هذا الدين الأن ليس في الاسلام إلا ثلاثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم زوجته خديجة رضي الله عنها إبن عمه صبي صغير عمره عشر سنين هؤلاء الآن في بيت واحد كلهم هم يمثلون الاسلام بِرُمَّتِهِ الاسلام ثلاثة أثلاث ثلثه خديجة وثلثه الامام علي إبن أبي طالب رضي الله عنه
بدأ الاسلام ينتشر زيد إبن حارثة مولى في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبه الرسول أول ما عرض عليه الاسلام دخل في دين الله جل وعلا خرج
النبي إلى خارج بيته أول من بدأ به صديقه صاحبه إنه أبو بكر الصديق وما سُمِّيَ صِدِيقاً إلى لتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول ما عرض عليه الاسلام يقول النبي كل الناس كانت له كبوة تردد إلا ما كان من أبي بكر رضي الله عنه مباشرة ما إن عرض النبي عليه الاسلام إلا وأسلم بغير سؤال بغير تردد ذلك لأن أبا بكر أصلا قبل الاسلام لم يسجد لصنم قط بل حتى حرم على نفسه الخمر وكان صادقا أمينا كريما كان يعرفه كفار قريش كلهم بأمانته وصدقه وعفته لم يقترب من فاحشة لم يفعل منكرا فاحشا قط بل كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم حياته عشرات السنين فلما عرض عليه الاسلام أسلم مباشرة وكان من أحسن الناس إسلاما ما إن أسلم أبو بكر إلا وذهب يدعو إلى الله جل وعلا من حوله ذهب فإذا به يرجع بعثمان إبن عفان بذي النورين في ميزان من في ميزان إبي بكر ذهب وأتى بالزبير إبن العوام حواري رسول الله في ميزان من في ميزان أبي بكر ذهب وجاء بعبد الرحمن إبن عوف ذهب وجاء بطلحة إبن عُبَيْدِ الله ذهب وجاء بسعد إبن أبي وقاس والخمسة كلهم مبشرون بالجنة إنهم من العشرة المبشرين بالجنة من الذي دعاهم إنه سادس ستةٍ كلهم من العشرة المبشرين بالجنة كأن الله عز وجل وهو يقول { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ } منهم أبو بكر الصديق أول ما أسلم جاء بخمسة كلهم مبشرين بالجنة أي رجل هذا ما إن تكلم إلا أحسن الحديث واستمع الناس لمنطقه وأخذ الاسلام ينتشر شيئا فشيئا في مكة وسماهم الرب عز وجل السابقون الاولون من المهاجرين أولئك لهم فضل عظيم وأولئك الذين رضي الله عنهم هكذا الاسلام بدأ ينتشر في الاقرب ثم الاقرب سرا وأهل مكة لايشعرون بعد ثلاث سنوات من دعوة النبي سرا لافراد من أهل مكة بدأت مرحلة أخرى الدعوة الجهرية بقول الله جل وعلا {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}وبدأ الرب عز وجل الامر وأنذر عشيرتك الاقربين أقرب الناس إليك فندى قومه وأقربائه من بني هاشم وبني عبد المطلب إبن عبد مناف فكانوا خمسا وأربعين رجلا أعمامه بنوعمومته جلسوا معه لينذرهم عليه الصلاة والسلام لكنه قبل أن يبدأ تكلم عمه أبولهب وكان رجلا بذيئاً قال يامحمد هؤلاء أعمامك وبنو عمومتك دع عنك الصُباء ماذا يستطيع قومك لِيواجهوا العرب قاطبة ماذا يفعلون ثم قال له يا محمد ما علمت رجلا جاء بأبناء أبيه بِشَرِّ مِمَّا جئت به ثم ذمَّ النبي ذَمّاً وتكلم عليه وعلى دعوته والنبي ساكت عليه الصلاة والسلام فلما إنتهى أبولهب من حديثه ما تكلم النبي وقام وانفض المجلس ثم جمعهم مرة أخرى فتكلم قبل أن يتكلم أحد من الناس وحمد الله وأثنى عليه وَتَشَهَّدْ ثم قال ياقوم قبيلته أقربائه أعمامه بنو عمومته قال والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة لتموتن كما تنامون وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تستيقظون فإما جنة أبدا وإما نار أبدا فتكلم عمه أبو طالب قال يآ إبن أخي والله ما أحد من الناس أَحَبَّ إلى ماتقول مني فامضي لِمَ أمِرْتَ بِهِ إمضي على دعوتك فوالله لنمنعنك ما بقينا ولولا أن نفسي لا تطاوعني على فراق ديني عبد المطلب لا إتبعتك يعني أنا على دين عبد المطلب لكن لنمنعنك من الناس ونمنع الناس منك فتكلم أبو لهب بعد أن تغير وجهه قال والله إنها السوأة والله إنها السوأة خذوه قبل أن يأخذ غيركم فرد عليه أبوطالب قال والله لنمنعن الناس عنه مابقينا أبداً فإذا بأبي طالب يرفع صوته على أبي لهب وأبولهب
يرفع صوته على أبي طالب وانفض المجلس وعلم النبي أن عمه أبا طالب سيكون سندا له في دعوته وانطلق النبي يدعو الناس جهرا إلى الله جل وعلا بعد أن بَلَّغَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشيرته بدأ الان بالبلاغ العام والاعلان العام لاهل مكة يدعوهم إلى الله جل وعلا كيف يدعوهم كان عند مكة طريقة في الاعلان كان إذا أراد أحدهم أن ينادي أهل قريش ينادي بكلمات معلومة وكان يذهب إلى الصفا موطن تجمع الناس فَرَقَى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبل الصفا صعده جبل الصفا ثم صاح في قريش وصباحاه وصباحاه كلمة نداء يامعشر قريش يامعشر قريش بدأ الناس يتلفتون من الذي ينادي إنه محمد إنه الصادق الامين إنه سيد من سادة أهل مكة يناديهم الامر فيه شيء الخطب جلل يامعشر قريش ثم بدأ يسميهم قبيلة قبيلة يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني فلان يا بني فلان بدأ يُناديهم قبيلة قبيلة حتى إجتمعوا عنده عند الصفا حتى أن الذي لم يستطع أن يذهب أرسل مكانه رجلا يستطلع الخبر ما الذي جرى ما الذي حدث فلما إجتمع الناس كلهم عند الصفا قال لهم عليه الصلاة والسلام لو أخبرتكم أن خيلا خلف هذا الوادي تريد أن تَغِيرَ عليكم لو أخبرتكم أن جيشا سيدخل مكة الآن يغيروا عليكم أكنتم مصدقين تصدقوني بهذا الكلام الكلام خطير قالوا ماجربنا عليك كذبا نصدقك نعم يامحمد إن قلت صدقناك فقال لهم إني نذير لكم بين يداي عذاب شديد أنا جئتكم أنذركم من عذاب جهنم ماذا تقول ثم إسترسل يامعشر قريش يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار لا أُغنِي عنكم من الله شيئا يابني زهرة أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا يابني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا سمى قبيلة قبيلة حتى وصل إلى أعمامه يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار لا أُغني عنكم من الله شيئا وسمى عما عما يا عباس إبن عبد المطلب أنقذ نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا يا
فلان يا فلان سَمَّ عما عما ثم بعدها في النهاية نظر إلى إبنته فاطمة وكانت جارية إنها أقرب الناس إليه إنها بضعة منه عليه الصلاة والسلام قال يآ فاطمة يآ فاطمة سالني من مالي ما شئت أموالي دُنْيَايْ أعطيك إيها لكن أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا لا أُغني عنك من الله شيئا لا أُغني من الله عنك شيئا يوم القيامة مافيه أنساب يوم القيامة لن ينفع رجل رجلا لانه أباه أو إبنه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه يآفاطمة أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنك من الله شيئا سكت أهل مكة مذهولين مما يسمعون من تكلم عمه أبولهب قال تَبّاً لَكَ سَائِرَ اليوم ألهذا جمعتنا ألهذا جمعتنا فأنزل الرب عز وجل { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ }أي جزاءً لكلمته سيصلى ناراً ذات لهب هنا بدأ الاعلان العام وبدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصدع بالدعوة إلى الله وبصلاته أمام الناس وبجهره بالدعوة لايخاف في الله لومة لائم منهجه قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين لما بدأت تنتشر دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن صدع بالحق بعد ان بدأ يُظْهِرُ هذا الدين وبدأ ينتشر في مكة تضايق كفار قريش
لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا والسبب أن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو طالب كان حاجزا منيعا بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين المشركين فلم يستطيعوا أن يمسوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسوء أبدا فهو الحصن المنيع لرسول الله أبوطالب كان يدفعو المشركين مع أنه لم يكن قد أسلم مع أنه لم يكن قد دخل في الاسلام إلا أن هذا هو إبن أخيه فلم يدع أحدا أن يمسه بسوء هنا تضايق كفار قريش وأرسلوا وفدا إلى أبي طالب فقالوا يآ أبا طالب إن إبن أخيك سَبَّ ءالهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وظلل أبآئنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه فرد عليهم ردا جميلا ورفيقا ورجعوا ثم جاؤوه مرة أخرى فقالوا يآ أبا طالب لقد جئناك وطلبنا منك أن تنهى إبن أخيك فلم تفعل فإنه قد رأيت ما يفعل بنا وبألهتنا وبديننا وبأبآئنا فيآ أبا طالب إما أن تكفيه عنا وإما أن نعاديك معه والحرب بيننا إما ان نموت أو تموتوا فإذا بأبي طالب ذاق ذرعا بما فعلوا وبما قالوا فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بإبن أخيه يجلس عنده قال يآ إبن أخي إن أهل قريش قد جاؤني وقالوا لي كذا وكذا أخبره بما قالوا له وإنني لا أريد أن أُظهر العداوة بيني وبينهم وأفرق بيني وبينهم فعلم النبي أن أبا طالب يطلب منه عمه أن يتوقف أو يتنازل فقال عليه الصلاة والسلام قال ياعم كما يُرْوَى لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الامر أو أُهلك دونه والله ما تركته لويعطوني الشمس والقمر ليس فقط يطلبوا مني طلبا لو أوصلوا إلي هذه النجوم وهذه الاقمار والشمس بنفسها على أن أتنازل عن شيء من هذا الدين والله مافعلت أو أموت دونه ثم وَلَّى النبي وعيناه تدمعان عليه الصلاة والسلام بكى النبي ومشى فناداه أبوا طالب مرة أخرى قال يآ إبن أخي تعال فجآءه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إفعل وقل ما تحب فوالله لن يمسك أحد بسوء فوالله لن يمسك أحد بسوء هنا إستبشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومضى يُبلغ دين الله جل وعلا الله جل وعلا يُرسل له من يحميه ومن يعز دينه ومن ينصره ومن يقف بينه حاجزا وبين المشركين ومضى النبي يبلغ دين الله جل وعلا ودعوته لا يبالي بذلك بكيدهم ولا بمكرهم ولا بأذاهم أبو طالب لم يكن أسلم لكنه كان حِصْناً مَنِيعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.