يعد الزواج من أرقى العلاقات الاجتماعية في مجتمعاتنا ، فبواسطته يتم خلق مجتمع متماسك ، لا تزحزحه الشوائب مهما كانت . وقد حث عليه الدستور الإسلامي من قرآن وسنة نبوية
والمجتمع الصحراوي عامة والوا دنوني خاصة .يحرص كل الحرص على استمرارية وبقاء هذه العلاقة الاجتماعية والحفاظ عليها ، متجدرة بكل تفاصيلها
فعندما تكتمل أنوثة الفتاة الصحراوية ، وذلك ببلوغها سن الرشد . ويتجاوز الفتى الصحراوي حد الصيام بين التاسعة والثالثة عشر بالنسبة للفتاة ، والرابعة عشر والسادسة بالنسبة للرجل .تسعى أسرتيهما إلى ربطهما برابطة الزواج. (أنظر الصور40-41)
وقد يتاح للفتى رؤية فتاته وهي ذاهبة لجلب الماء يكد يشوفها شوفت عينو ، وهي ماشية تسكي، ولا يشوفها في حقل إبراز
ولعل اختيار الفتاة والقبول بها كزوجة للابن ، يكون دائما بشروط محددة أهمها سمعتها وأدبها ومعرفتها بأمور البيت . إضافة إلى مكانة اتلها كبر الخيمة وأصلهم . وفي أحيان كثيرة قرابتهم منهم في الدم ولد عمها . وبعد اختيار الفتاة تذهب أم الفتى إلى خيمة أهل العروس ، لتسمع موافقتهم وتتحرى مدى ترحيبهم رانا طالبين منتكم لولدنا فلان .وبعد أن يتأتى لها ذلك تعد زيارة رسمية يحضرها العائلتين عائلة العروس والعريس .وفي هذه الزيارة يجلب أهل العريس معهم ذبيحة خروف، مع بعض الهدايا عطور، أثواب، حلي فيهجر أهل العروس مأدبة عشاء وعند حلول المساء تجلب العروس إلى خيمة زوجها من طرف قريباته أخواته ، خلاته وعماته ... وهن يرددن بعض الأهازيج الشعبية التسنكيف مصحوبة بالزغاريد ، وبهذا يبدأ بالتبراز يخرج العريس والعروس على حفل كبير يقيمه أهل العريس يحضره الفتيات وهن بأفضل حلة .
وهكذا نستنتج بان تفاصيل العرس الصحراوي متعددة ومتشابكة ، يصعب حصرها، وهي تختلف من قبيلة إلى أخرى ، لكن خطواتها العريضة تبقى واحدة .ويبقى العرس الصحراوي بطقوسه هذه ميزة يتميز بها أهل الصحراء الذين يحاولون الحفاظ على موروثهم من خلال تطبيق هذه العادات والتقاليد