الصحراء نيوز – أسا
اختتمت يومه السبت أشغال الندوة الأولى حول الحسانية، التي نظمها مركز الدراسات والأبحاث "مشاريع" بمعية جمعية الباحثين الشباب للدراسات والأبحاث الصحراوية، والتي امتدت على مدى يومي 23 و24 دجنبر 2011، حيث تناولت موضوع: الحسانية بين الواقع الشفهي والبحث العلمي، بحضور ثلة من الاشاتذة والباحثين من جامعات وجدة، فاس، مراكش ومدينتي أسا وكلميم، وتناولت قضايا في اللغة الحسانية، تركيبية ودلالية وتداولية، وعالجت نماذج لغوية، كالزي الصحراوي مثلا، واختتمت بتوصيات، دعت إلى الاهتمام بالحسانية بالدراسة العلمية والبحث الاكاديمي، مع ضرورة أن تكون في صلب انشغالات الجامعة.
واكد السيد محمد مزين نائب رئيس مركز الدراسات و الابحاث 'مشاريع ' ان مشروع أشغال هذه الندوة حول اللهجة الحسانية يأتي في سياق محاولة فتح النقاش والدرس الأكاديمي على إحدى اللهجات الهامة بالمغرب والمغرب العربي، التي ظلت بمنأى عن الإهتمام وعلى هامش الإشتغال العلمي والأكاديمي، وذلك من أجل التعريف بها وبمجال تداولها الجغرافي، وأهم خصائصها اللسانية وصلتها بباقي اللهجات العربية وغيرها، فضلا عن إبراز بعض القضايا اللغوية التي تطرحها. ومساءلة جانب من الجهود الدراسية في هذا الباب، وفي مقدمتها الدراسات الكولونيالية مع ريني باسي René Bassetومشروعي المستعربة كاترين تين الشيخ Catherine Tain Cheikh واسماعيل ولد محمد يحظيه المعجمين حول اللهجة الحسانية.
ولخص الاهداف المسطرة للندوة الاولى حول الحسانية في توجيه الدرس الأكاديمي نحو الإهتمام باللهجة الحسانية وتعميق البحث اللساني حولها بما من شأنه الكشف عن كل القوانين والمعايير الإجتماعية التي تحدد السلوك اللغوي داخل مجال البيظان أو مجال اللهجة الحسانية؛ ناهيك عن تقديم عمل دراسي علمي دقيق ومتخصص حول اللهجة الحسانية يلامس ماهيتها وخصائصها اللسانية وبعض مستوياتها الصوتية والمعجمية والتركيبية والدلالية المميزة، لسد النقص الدراسي الحاصل حولها؛ بالاضافة الى تحديد مجال (جغرافية) الحسانية وصفاتها اللغوية وكل العادات الكلامية المؤلفة لإستقلاليتها عن باقي اللهجات والألسن؛
وتناول الاساتدة و الباحثين المتدخلين على مدى يومين مجموعة من المواضيع المرتبطة باللهجة الحسانية، خلال تركيز المحاور التالية:
المحور الأول: البحث في أصول اللهجة ومجال تداولها وأهم روافدها.
وذلك بغية الوقوف على أصل التسمية وأهم الإشكاليات المعرفية التي لفّته، وتحديد هويتها اللغوية، حتى يتسنى قطع دابر الإلتباس حول ما إذا كانت لهجة أم لغة أم كلاما؟ فضلا عن تدقيق تاريخ ظهورها وامتدادها وأهم الإعتبارات التي حفظت لها الوجود والإنتشار في مجالها الراهن، وتبيان نوع وطبيعة المناخ اللهجي العام الذي كان يميز الوضعية اللغوية بالمجال قبيل اكتساحها له، وأخيرا الإحاطة بأهم الروافد التي تغذت منها في تشكيل وتعزيز مستوياتها المعجمية والتركيبة والصوتية والدلالية، إلخ.
المحور الثاني: البحث في خصائص الحسانية ومقومات استعمالها العامة، وأوجه الإختلاف والإشتراك بينها وبين باقي اللهجات العربية وغيرها.
وذلك بهدف بلوغ دراسة لسانية متخصصة حول اللهجة الحسانية تكشف أهم الخصائص اللسانية التي تميزها أو تقوم عليها بنيويا، فضلا عن إبراز مختلف المقومات التي تخص استعمالها في مجالها الواسع بشكل عام وفي بعض المناحي منه بشكل خاص، وإدراك حجم بعض الفروق القائمة وطبيعتها، وأوجه الإختلاف والإشتراك الموجودة بينها وبين باقي اللهجات الأخرى أولا وبعض اللغات وفي مقدمتها اللغة العربية ثانيا.
المحور الثالث: البحث في جهود الكولونياليين حول اللهجة الحسانية.
من أجل جرد أهم الدراسات أهم الدراسات والأبحاث التي أنجزت حول الحسانية من قبل أعلام الدرس الكولونيالي (الإستعماري) وإظهار نوع الخلفيات التي تحكمت في توجيهها، وطبيعة المقاربات التي إعتمدتها، وأهم الأسس التي إستندت إليها في معالجة ودراسة هذه اللهجة على المستويين المنهجي/الإجرائي والمعرفي، وما هي الإختلالات التي وقعت فيها؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ وهل يمكن التمييز داخلها بين خصوصيات معينة؟ أم أنها على إختلاف إنتمائها للدوائر الإستعمارية تظل شيئا واحدا؟ وما هي القضايا اللسانية التي إستاثرت بإهتمام الباحثين الكولونياليين فيها؟
المحور الرابع: البحث في قضية الحركة المعجمية حول اللهجة الحسانية في مجال البيضان.
وذلك قصد التعريف ببعض الجهود العلمية القيمة التي قدمت في هذا الباب وإبراز النظام (النسق) والمنهج (الإختيار) الذي إعتمدته في ترتيب مداخلها المعجمية (الوحدات) وتبويب مادتها اللغوية (المتن)، من خلال التركيز على تقديم قراءة في مشروعي المستعربة كاترين تين الشيخ Catherine Tain Cheikh ومعجمها الفرنسي-الحساني، واسماعيل ولد محمد يحظيه ومعجمه الممتع المحيط من كلام أهل شنقيط.
وفي الأخير نتغيا في هذا المحور تقييم هذه الجهود لتأكيد الحاجة الماسة إلى تعزيزها وتطويرها بما من شأنه إغناء رصيدها اللغوي (مادتها) ولما الدفع نحو التفكير في إنجاز مشروع معجم حساني تتظافر فيه الجهود من أجل تحقيقه وإعدداه.